توصل الطبيب الفرنسي جوزيف شوكرون إلي إبتكار علاجي يعتمد علي الإستفادة من الصفائح الدموية والبروتينات المساعدة علي تجلط الدم لإيقاف النزف بالأسنان بصورة فعالة والحد من الإصابات البكتيرية.
وطبقا للبحوث العلمية فهذا النوع من الصفائح الدموية المركزة والمعروفة باسمPRF يسهل الحصول عليها من المريض نفسه حيث يتم إستخلاصها من عينة من دم المريض ثم يتم معالجتها داخل جهاز طرد مركزي لفصل المواد المرادة عن سائر مكونات الدم الأخري. ولتقوم تلك الصفائح ببناء أوعية دموية جديدة والتئام الجروح بالفم، بما في ذلك غرس الأسنان وتجميل اللثة.
ويوضح الدكتور جورج فرج إستشاري طب وجراحة الفم والاسنان وزميل كلية الجراحين الملكية بأدنبرة بالمملكة المتحدة أن هذه الصفائح تحتوي علي العديد من عوامل النمو والسيتوكينات اللازمة لبناء الأوعية الدموية الجديدة الأساسية لالتئام جراحات الأسنان المختلفة.
كما يمكن إستخدام تلك التقنية لملء فجوات الفك بأنسجة عظمية خلال شهرين فقط بدلا من ستة اشهر الي سنة في الأحوال العادية.
أيضا يمكن الحد من ضمور عظام الفك الذي يلي خلع الأسنان بملء مكان الجذور بالPRF مما يؤدي الي نمو الأنسجة العظمية مكان الجذور وذلك يسهل عملية غرس الأسنان بنجاح تام.
كما أشار إلي أن الفم يحتوي علي العديد من أنواع البكتيريا المتعايشة التي يمكن أن تسبب الإلتهابات عقب جراحات الفم مما يؤخر الإلتئام ويسبب الألم، وأن إستخدام هذه المواد الغنية بخلايا الدم البيضاء التي تهاجم وتقتل البكتيريا وأيضا السيتوكينات التي تستدعي الخلايا البيضاء والخلايا المناعية الأخري من الأنسجة المجاورة الي مكان الجراحة يضمن التئاما جراحيا آمنا بالفم دون الخوف من أضرار البكتيريا المتعايشة ودون الحاجة لإستخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة.
ومن الثابت علميا أن الخلايا الجذعية الخاصة بالنخاع العظمي لديها القدرة علي تجديد الأنسجة العظمية وأنسجة أخري كثيرة، حيث يتم إستدعاء هذه الخلايا الجذعية من الدم الي جروح الأنسجة لتتحول إلي أنواع شتي من الخلايا لتعويض مافقد بمنطقة الإصابة بالفم.
وقد أثبت العديد من الدراسات العلمية فائدة الفايبرين في دعم الخلايا الجذعية لتحويلها إلي أنسجة عظمية، ويشير الدكتور جورج فرج إلي أن بروتين الفايبرين مهم لسرعة تجلط الدم، كما يقوم بدور أساسي في تغطية الأنسجة خلال التئام ما بعد الجراحة عن طريق تحفيز خلايا اللثة المختلفة وحثها علي الإنقسام وإنتاج الكولاجين وسائر مكونات اللثة.
من ناحية أخري، لا يمكن إستخدام هذه التقنية في الحالات التي تعاني من أمراض الدم المزمنة مثل نقص الصفائح أو الزيادة المطردة في خلايا الدم الحمراء، كما أنه من الصعب إستخدامها في الجراحات العامة.
الكاتب: سهير هدايت.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.